خبر عاجل
اخر الاخبار
الأحد، 16 أبريل 2017

المرجع الخالصي: يدعو لعقد مؤتمر يضم الشخصيات الوطنية ليبحثوا ما يجري في العراق، وان تكون بغداد هي المنطلق لتحمل بشارة النصر للأمة.



دعا المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) لعقد مؤتمر يضم العراقيين لكي يبحثوا ماذا يجري بحقهم وحق بلدهم، مشيراً إلى ان الاعتماد على الأجنبي لن يوصل إلى نتيجة، واقترح ان تكون بغداد هي المنطلق لحمل بشارة النصر للأمة، وبشارة الخلاص لتحمل المسؤوليات الشرعية.
عازياً ما جرى على أهل البيت (ع) في العراق، ومعاناة الأولياء والعلماء هو السبب الذي جعله يعيش كل هذه المحن، مشيراً ان هذه الصراعات هي المقدمات اللازمة لنهضة هذه الأمة، والآلام التي لابد منها، لكي نتحمل أعباء الرسالة.

وقال المرجع الخالصي في كلمته في مركز الإرشاد الصوفي العراقي بحضور جمع غفير من السادة العلماء والادباء والمثقفين ممثلين عن حركة النجباء، وكتائب الامام علي(ع)، وممثلية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبحضور العميد سعد معن الناطق الرسمي بإسم قيادة عمليات بغداد، ونخبة من المثقفين والمؤمنين "أن  ما جرى على أهل البيت (ع) في العراق، ومعاناة الأولياء والعلماء والعباد الصالحين هو السبب الذي جعل العراق يعيش كل هذه المحن، وكل هذه الصراعات هي المقدمات اللازمة لنهضة هذه الأمة، والآلام التي لابد منها لكي نتحمل أعباء الرسالة، هذا مشهد أول من التاريخ وينتهي مرة أخرى إلى عودة التوحيد إلى العراق".
وتساءل سماحته "اليوم كيف ينهض العراق لكي تنهض الأمة؟، هذا هو التحدي الذي يفرض علينا وهذا هو واجبكم وواجبنا، ويكون ذلك بأن نفهم السيرة الحقيقية" مؤكداً ان "صحابة رسول الله (ص) ليس ببعيدين عن أئمة أهل البيت (ع)، ولا آل بيت رسول الله (ص) بعيدين عن أصحابهم".

 وأكد على " ان في هذا الزمان لكي تنهض الأمة علينا أن نفهم ان لا مسجد سني وآخر شيعي، (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً)(الجن:18)، وأهل البيت ليسوا خاصين للشيعة دون السنة، لأن أهل البيت (ع) هم أهل بيت محمد (ص)، وأهل السنة يحبونهم كما يحبهم الشيعة ويقدسونهم ويقدرونهم، والصحابة ليسوا أعداء أهل البيت (ع)، وبغض الصحابة على إطلاق الأمر هذا من النفاق، كما أن حب علي إيمان وبغضه نفاق، فتعميم البغض للصحابة شكل من أشكال النفاق، حتى الخلاف الذي حصل يجب أن يُفسّر على وجهه الصحيح مع معرفة مكان الحق وموضع الحق، و هذا هو جوهر الموضوع".
وقال سماحته مخاطباً المتطرفين" انكم تُستخْدَمون لتمزيق الأمة وتدميرها، وهذا ليس ما يريده رسول الله (ص) ولا أهل بيته ولا أصحابه، وليست هذه هي الخلافة، بل الخلافة هي تطبيق مفاهيم الإسلام بما فيه نجاة العباد في الأرض، والخلافة قادمة حتماً بنور الإمامة الهادية المهدية، بشرط أن نكون مستقلين بأعمالنا، لا نكون أدوات تسخرنا الخصوم ويسخرنا شياطين المخابرات هنا وهناك".
وأكد أن "الاحتلال اقسى شكل من أشكال الإرهاب"  مشيراً إلى " من راهن على الإحتلال سقط في شراك الإحتلال وصار جزءاً من أدواته، ومن راهن على الإرهاب صار جزءاً منه وصار ضحيته في المرحلة التالية، فالمسلم لا يقامر ولا يتاجر ولا يستثمر، لا في الاحتلال ولا في الإرهاب".
وفيما يخص العراق في الوقت الراهن قال سماحته" إن ما يمر به العراق هو نتيجة تدخل القوى الاستعمارية فيه، فبغداد احتلت في سنة 1917م من قبل البريطانيين، ونحن اليوم في سنة 2017م، ما الذي جرى؟ أهل العراق اتفقوا في جامع الحيدر خانة، وفي شارع الرشيد، وفي الكاظمية، وفي كربلاء والنجف، وفي الموصل والبصرة، والكرد جاءوا بإيمانهم لكي يلتحموا مع العراقيين في مقاومة الإحتلال، هذا تأريخنا وواقعنا في 2003م، عندما جاء المحتلون ليتحدثوا عن سنة وشيعة وكرد، قال لهم أبناء العراق: (نحن شعب واحد، ديننا الإسلام ونعتز بكل إنسان عراقي، حتى وإن كان غير مسلم) هذه هي المعادلة  التي يجب ان تكون".
فيما دعا سماحته " إلى ترك التنظير والبدء بالعمل بمؤتمر يجمع عدداً من العراقيين في مثل هذا الاحتفال، بتطوير هذا اللقاء من الاحتفال إلى الإجتماع المنظم الذي يوضع على مراتب العمل، سنكون قد بدأنا في الطريق الصحيح، فقد دعونا في مدينة النجف الأشرف قبل مدة في ذكرى سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) أم رسول الله (ص) وأم الأمة، ولازالت الدعوة مستمرة، دعونا إلى اجتماع يضم العراقيين لكي يبحثوا ماذا يجري بحقهم وحق بلدهم، إذا بقينا نعتمد على الآخر والأجنبي لكي يجمعنا وينظمنا أو لكي يحررنا ويجعلنا ديموقراطيين، فلن نصل إلى نتيجة، وستبقى المحنة قائمة".
داعياً سماحته "ان تكون بغداد هي المنطلق في العمل لكي نحمل بشارة النصر للأمة، وبشارة الخلاص لتحمل المسؤوليات الشرعية، إذا كنا نريد أن نسير في هذا الطريق فالفرصة متاحة والوقت ذهبي مع كل الآلام".
وأشار سماحته " ان هناك بعض الشباب والمثقفين يريد أن ينفلت من الإسلام بتحريض الشياطين، ونقول لهم: ستتيهون في الأرض، ولن تجدوا المنجى الا في هذا الدين، وإذا أخطأ البعض بإسم الدين، فلا تقبلوا شهادة المشوهين لتتركوا حقائق الدين، وعودوا إلى حقائق الدين، فالطبيب الفاسد لا ينبغي ان يجعلنا ننفر من الطب كله، علينا أن نبحث عن الطب الصالح والصحيح".
مضيفاً "علينا جميعاً ان نبحث في هذا الأمر بدقة، وأن نسعى للقاءات مستمرة، لا لقاءات مرحلية، لكي نضع الخطط وهي موجود في أغلبها، ولكن تحتاج إلى متابعة وتطبيق، ونأمل أن يتحقق هذا الحلم على أيدينا، وأنا على يقين ان هذا الحلم سيتحقق في العراق، ونأمل أن لا نكون من اللذين تولوا فيستبدل الله بنا قوماً غيرنا، فإذا فعلنا هذا واجتمعت بغداد اجتمع العراق كله".
وتابع سماحته "وعيت وأنا أجد شيوخنا الكبار مع علماء مدرستنا مع الشيخ الوالد وبقية العلماء يلتقون بشكل دائم أحبةً متآخين في سبيل نصرة هذا الدين، ويوم أنتشر الإلحاد لم يصن العراق إلا هذا الإتحاد، ويوم جاء الاستعمار لم يصن العراق إلا هذا الإتحاد، واليوم حين جاء الذين يريدون ان يسرقوا العراق ويسرقوا رسالة العراق فلن ينقذنا إلا هذا الإتحاد بإذن الله تعالى".
كما طالب سماحته "نريد لأهل الصوفية والعرفان أن ينهضوا متحدين، لينضموا إلى أهل السنة والجماعة ليكونوا متحدين، وليجتمعوا مع الشيعة الصادقين، لينشؤوا أمة محمد (ص)، وهذه الأمة هي أمة الإسلام، لا طائفة ولا فرقة، وإنما تحترم كل الآراء وكل الممارسات الصحيحة ما دامت على ضوء كتاب الله وسنة رسوله، وسيرة الأئمة الهداة المهديين والتابعين لهم إلى قيام يوم الدين".
  • Blogger Comments
  • Facebook